التوحد، أو اضطراب طيف التوحد (ASD)، هو حالة عصبية نمائية تظهر منذ الطفولة وتستمر طوال الحياة، حيث يتفاوت تأثيرها من شخص لآخر. يتميز بـ: صعوبات في التواصل الاجتماعي، أنماط سلوكية متكرّرة أو اهتمام مكثف بمواضيع محدّدة.
هذا الطيف يتّسع ليشمل درجات مختلفة: بعض الأشخاص يتواصلون بطلاقة رغم اختلافاتهم في التفاعل، بينما يحتاج آخرون إلى دعم يومي أو بيئة حسية أكثر هدوء.
يُنظر اليوم إلى التوحد كاختلاف في طريقة عمل الدماغ، لا كمرض. لذلك يُركّز الدعم على تمكين الشخص من الاستفادة من نقاط قوّته، مثل الذاكرة القوية أو التفكير المنطقي، وتخفيف التحديات التي قد تواجهه.
التشخيص المبكر والدعم التربوي والعلاجي المناسب يفتحان الباب أمام فرص كبيرة للنمو والاندماج. من أبرز الوسائل الفعّالة: التدخل السلوكي المبكر، الدعم الأسري، وتوفير بيئات تعليمية مرنة تعترف بالاختلاف وتحتفي به.
تجارب عالمية ملهمة تثبت أن كثيرًا من الأفراد ذوي التوحد يحققون إنجازات استثنائية في مجالات التكنولوجيا والفنون والرياضة. السر يكمن في تقبّل المجتمع، وفهم أن الاختلاف ليس عائقًا بل مصدر غنى إنساني.
إن إدماج الأشخاص ذوي التوحد في المدارس وسوق العمل، وإتاحة الفرص لهم للتعبير عن مواهبهم، لا يحقق العدالة فقط بل يثري المجتمع بأسره.
ختامًا، التوحد ليس نقمة، بل شكل من أشكال التنوع البشري الذي يستحق الدعم والاحتفاء. بالوعي والرحمة واستغلال الإمكانات المتاحة التعليمية البشرية والتقنية، نصنع عالمًا أكثر شمولًا وإنصافًا لكل العقول.