أولا: اضطرابات اللغة disorders Language
هي قصور في فهم ومعالجة الكلام المسموع، وعدم التمكن من إنتاج جمل ذات
تراكيب سليمة، لوجود خلل في المستوى الصرفي، والنحوي، أو المستوى البرجماتي، الذي
يظهر في صعوبة الاستخدام المناسب للغة، في المواقف الاجتماعية المختلفة
اجرائياً أما تعريف هذه الاضطرابات فهي: عدم قدرة الفرد على الإصغاء الجيد والمعالجة والتفسير للمعلومات التي سمعها، أو ضعف في التعبير بطريقة سليمة ومناسبة لما يريد إيصاله
تختلف نسبة اضطرابات النطق في الانتشار من مجتمع لآخر تبعاً للمقاييس التشخيصية المستخدمة، وتقدر بحوالي %10 بين الأطفال دون سن الثامنة وبنسبة %5 بين الأطفال في عمر الثامنة وما فوق.
تتضمن اللغة قسمين هما:
اللغة الاستقبالية: هي قدرة الطفل على فهم ما يسمعه في مجالات اللغة الدلالية، والصرفية، والاستخدام.
اللغة التعبيرية: هي التعبير عن الأفكار عن طريق اصدار الأصوات بترتيب ونظام يجعل منها كلمات وجمل ذات معنى.
ثانيا: اضطرابات النطق
مفهوم اضطرابات النطق
اضطرابات النطق أو كما أطلقت عليها جمعية السمع واللغة والكلام الامريكية
ASHA(n.d) باضطرابات أصوات الكلام وذلك ليكون المعنى ادق واشمل. وقد عرفتها
بأنها: "اضطرابات في أصوات الكلام أو مقاطع الكلمات وهذه الاضطرابات تكون ناجمة
عن قصور في الإنتاج الحركي العصبي لأعضاء النطق أو صعوبة في الادراك للمدخلات
السمعية والبصرية أو خلل بنيوي في التمثيل الصوتي أو تعزا لأسباب وظيفية غير معروفة،
وقد تشمل قواعد الصوت التي تحكم النظام الصوتي للكلام المسموح به في اللغة".
مظاهر اضطرابات النطق
الابدال (Substitution )
هو أن يستبدل الطفل نطق صوت بصوت آخر، كأن يستبدل الطفل نطق صوت (ج) بصوت (د ) فيقول ( دبل) بدالً من (جبل)
الحذف (Omission )
الحذف بأن يحذف الطفل صوتاً من أصوات الكلام التي تتضمنها الكلمة، فينطق الكلمة بدون أحد اصواتها، مما يؤدي الى عدم فهم كلام الطفل، وغالبا ًما يقع الحذف في نهاية الكلمة
الإضافة ( Additions )
هي عبارة عن زيادة صوت ما أو مقطع الى الكلمة الأصلية فيجعل نطقها غير صحيح وتعتبر الإضافة من أقل عيوب النطق شيوعا
التشويه ( Distortions )
هو عبارة عن نطق الصوت بشكل غير واضح إلا أنه يشبه الصوت الصحيح بدرجة قد تكون صغيرة أو كبيرة عند سماعه، مثل نطق السين بصفير أو نطق الشين من جانبي الفم واللسان.
العوامل المسببة لاضطرابات النطق لدى الأطفال
1- الأسباب الفسيولوجية والعضوية
تعني وجود خلل بنيوي أو قصور وظيفي في احدى أعضاء النطق ومن الأمثلة
على ذلك (الحنك المشقوق، شق الشفاه، عقدة اللسان، اورام اللسان، اختلاف حجم اللسان،
اندفاع اللسان، عدم تناسق الاسنان أو سقوطها، وعدم تطابق الفكين). ومن العوامل الفسيولوجية والعضوية أيضا ضعف التحكم العصبي الحركي لأعضاء النطق والذي يكون مسئولاً عنه الدماغ ويرجع ذلك الى وجود مشكلات في النمو العصبي وتعتبر هذه العوامل من أهم العوامل المسببة للاضطرابات النطقية
وتشكل نسبة 20 % من أسباب اضطرابات النطق.
2- الأسباب الوراثية والجينية
قد تكون العوامل الفسيولوجية العضوية التي تؤثر على أجهزة النطق من حيث
الأداء وترابط وظائف الأعضاء النطقية بمختلف مكوناتها واجزائها مع بعضها البعض، أو
من حيث قصور علاقتها بمراكز الكلام بالمخ المسؤولة عن النطق والكلام الناجمة عن
عوامل وراثية لدى الطفل يولد بها كالتهاب السحايا، أو إصابات منطقتي بروكا وفيرنك أو
من خلال اختلال اربطة اللسان ومشاكل الفكين كذلك، أو إصابات الحنك المشقوق، وضعف التآزر الحسي العصبي عند انتاج أصوات الكلام، أو في قصور أداء
بأن الشفة الأرنبية قد تعزى إلى اضطرابات في الجينات الوراثية، ولهذا أشارت العديد من
الدراسات أن 65% من حالات اضطرابات النطق والكلام ناتجة عن خلل ما في الجينات
الوراثية في عائلة الطفل في زواج الأقارب
3- الأسباب البيئية
يتأثر الطفل بالخبرات التي يتعرض لها عند بداية إخراجه أصوات الكلام، ولهذا
فإن الاسرة ينبغي أن تتجنب النمذجة الخاطئة ( Modeling Role ) لنطق الأصوات امام
الطفل. إن التغذية الراجعة الفورية التي يتلقاها الطفل من افراد اسرته لها دور حيوي في
تشكيل أصوات الكلام وترسيخها في الذاكرة القصيرة والعاملة والطويلة لدى الطفل. قد يسهم
وجود الطفل في كيان أسرى يفتقر للمثيرات الخارجية اللازمة لإكساب أصوات الكلام الى
حدوث بعض أشكال الاضطرابات النطقية
4- الأسباب النفسية
تعتبر المشكلات النفسية التي يتعرض لها الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة من
أحد أهم مسببات اضطرابات النطق. إن تعرض الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة الي المشاكل النفسية مثل القلق، تشتت الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد، السلوكيات التخريبية، أو اضطرابات المزاج المتقلب قد تؤدي الى انخفاض مستوى الشعور بالأمان وبالتالي التوافق العاطفي في الاسرة، مما يجعله يعاني من العزلة، ومن ثم الشعور بالإحباط والحزن، أو وجوده في ظروف اسرية غير مستقرة كالطلاق، كل ذلك قد
يؤثر على نمو النطق السليم للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة
5- أسباب متعلقة بالإعاقات
انتشار اضطرابات النطق والكلام بنسبة أكبر بين الأطفال ذوي الإعاقة مقارنة بالأطفال العاديين، وترتبط بشكل أكبر بالإعاقة العقلية، والاضطرابات العصبية النمائية، والشلل الدماغي.
ونشير أن الشلل الدماغي يضعف التحكم الحركي في أعضاء النطق، مما يجعل هنالك صعوبة واضحة في انتاج بعض أصوات الكلام بوضوح إما
بالحذف، الإضافة، أو التشوية. ومن الإعاقات التي تكمن وراء اضطرابات النطق والكلام
هي الإعاقة السمعية، وذلك لأنها تؤثر على المدخلات الصوتية أو القدرة على اكتساب
أصوات الكلام، وتتفاقم اضطرابات النطق بزيادة بحسب درجة الفقد السمعي أو
الإعاقة البصرية لمالها من دور في حدوث اضطرابات النطق، فالعديد من الأفراد المكفوفين لديهم اضطرابات في النطق ومن الضروري تشخيص اضطرابات النطق لديهم وعلاجها.
المصدر: المجلة العربية لعلوم الإعاقة والموهبة 2021م